تطرف السلفية الأعمي أغرق بلد المليون شهيد في بحور دماء.. واقتحام قبر الرسول وسرقة كنوزه أصاب المسلمي

فجأة وبدون مقدمات اكتشف السلفية
أنهم قوة بشرية هائلة لا يستهان بها عقب ثورة ميدان التحرير التي دشنتها
دماء الشهداء في 25 يناير الماضي وهي الثورة التي اعلن السلفيون عداوتهم
لها منذ اللحظة الاولي بل واصدروا فتاوي تدين وتحرم الخروج علي الحاكم
وتهاجم شباب مصر الذين خرجوا يطالبون بوضع حد للظلم والفساد المستشري في
جسد الوطن منذ 30 عاماً.. ومجرد نجاح الثورة سعت السلفية إلي محاولة
الانقضاض وسرقة ثورة المصريين وحاولوا ركوب الموجة وغيروا آراءهم واحتكارهم
وفتاويهم اكثر من 180 درجة وتركوا معسكر الوطني والحكومة وذهبوا ليقودوا
مسار التغيير الذي اتاهم بدون عناء وتناسوا مواقفهم المخزية السابقة وبدون
شرعية حقيقية يستمدون منها دعاويهم او مساهمة فعلية في الماضي في الحياة
السياسية او الاجتماعية او فاتورة تضحيات بين صفوفها تحفظ ماء وجهها، حاولت
تيارات السلفية المختلفة قيادة الشارع المصري إلي طريق مجهول محفوف
بالمخاطر التي لا تحمد عقباها وكان اولها الصدام المباشر مع شركاء الوطن
والدم والثورة والمصير فنصبوا انفسهم ولاة عليهم يحكمون بشرع الاسلام
ويطبقون حدوده دونا عن سواهم.. متناسين أنهم داخل دولة مدنية بسلطات وحكام
ملتزمن هم وفقاً لتعاليم الاسلام باتباعهم وعدم الخروج عليهم. ورويداً
رويداً استفحل خطر السلفية المتشدد حتي لا نتهم كل السلفيين من قبيل
الانصاف المجرد وراحوا ينتشرون بشكل بغيض وكثرة الحوادث التي ارتكبت باسم
الدين تارة في حق اقباط عن طريق اقامة الحدود الاسلامية عليهم رغم ان قطع
الاذن ليس من الحدود الاسلامية او مهاجمة محلاتهم وارزاقهم إلي الاعتراض
علي طريقة الملبس ونوعية الملابس التي يجب أن يرتديها المصريون في شوارعهم.
إضافة إلي مهاجمة وتهديد شخصيات عديدة في الوسط الفني بالقتل إذا لم
يهتدوا إلي طريق الاستقامة. حتي وصلت قمة الغطرسة في نهج السلفية عند
قيادتهم لمظاهرات قنا وتحريضهم المحموم ضد اسم المحافظ عماد ميخائيل وهو
المحافظ القبطي الذي كلفته الحكومة بإدارة شئون المحافظة، لكن خطط السلفية
نجحت بعد عدة أيام من المظاهرات المشحونة وقطع الطرق واغلاق ابواب الرزق في
وجه المواطنين والتهديدات المتتالية لمن يخالف تعليماتهم في الاطاحة
بالمحافظ القبطي وهو ما ترك غضاضة في نفوس الاقباط، كما استطاع السلفيون
احتلال عشرات المساجد علي مستوي الجمهورية خاصة في الصعيد وحولوها إلي
منابر للدعوة إلي افكارهم التي تهدف إلي انشاء دولة دينية علي غرار تلك
التي في ايران متناسين أيضا ان الاسلام لا يعرف الدولة الدينية. وواصلت
السلفية تحديها الصريح للدولة ودخلت هذه المرة في مناطق حساسة وخطرة
بالنسبة لمصر.. حيث شحذت السلفية مئات الالاف يوم الجمعة الماضي في تظاهرة
ضخمة أمام مبني الكاتدرائية المرقسية بالعباسية المقر الرئيسي للقيادة
المسيحية وطالبوا من خلال المكبرات باخراج المواطنة كاميليا شحاتة من
داخلها بل والاخطر من ذلك هددوا باقتحام مقر الكاتدرائية وهو الشيء الذي لو
حدث لا قدر الله لاقتربت مصر من شفا الحرب الاهلية بين المسلمين والاقباط
الذين بدأوا يشعرون بخطورة الجماعات السلفية المتشددة تجاههم وتساءلوا عن
سبب تأخر الدولة والسلطات المعنية في مواجهة تصرفات هذه الجماعات بالحسم
المطلوب وأن هذا التراخي غير المبرر من شأنه ان يدفع الأمور للأسوأ. وهو ما
دفع عامة الشعب المصري المعتدل وقادة الجماعات الصوفية وقيادات السلفية
المعتدلة إلي المطالبة بانضمام كافة التيارات الدينية في مصر بما فيها
الاخوان المسلمون تحت راية الازهر حتي يتم تدارك الشطط الذي يمكن ان يقع
جراء حرية التصرف من قبل الجماعات الدينية في الشارع وابتعادها عن النهج
السليم ودخولها في صدام مباشر مع اجهزة الدولة. المرجعيات الدينية البارزة
في مصر طالبت أيضا بسرعة تدخل جهات الدولة والمؤسسات الدينية قبل أن تعرف
جماعات السلفية طريقها إلي التطرف الأعمي علي غرار ما وقع في الجزائر التي
استحل فيها السلفيون دماء واعراض واموال المسلمين هناك وقتلوا الالاف من
ابناء الشعب الجزائري.. وعلي مدار التاريخ الاسلامي الطويل اتهم السلفية
بأبشع الجرائم تطرفاً وكان ابرزها اقتحام مدينة رسول الله صلي الله عليه
وسلم ومداهمة قبره الشريف والاستيلاء علي ما بداخله وهو ما اصاب كافة
المسلمين بالاشمئزاز من جريمة الوهابيين التي تمشي علي خطاها السلفية
وانتهاك قدسية قبر النبي، حسب ما جاء في المجلد الرابع ص 250 من كتاب السجل
التاريخي للخليج وعمان واواسط الجزيرة. ولا يختلف تطرف السلفية في مصر عن
تطرف اقرانهم السابقين الذي اتصف بالدموية فصاحب تفجيرات الازهر هو جهاد
ايهاب وهو خريج مسجد انصار السنة المحمدية في منطقة الزيتون والشيخ جابر
السلفي ابن منطقة امبابة الذي استباح دماء المسلمين والمسيحيين بالسيوف وهو
خريج جامعة التوحيد السلفي برمسيس وغيرهما الكثيرون . ماذا يريد
السلفيون؟! هذا هو السؤال الذي يتردد حالياً داخل الشارع المصري ولا احد
يمتلك اجابة مقنعة عليه فهم يسعون للاحتكاك بالجميع وكأنهم حركات امنية مثل
تلك التي كانت تحدث قبل 25 يناير علي حسب قول احسان سلطان الناشط السياسي
وعضو شباب 6 ابريل الذي تعرض للهجوم والضرب من قبل شباب السلفيين اثناء
التظاهرات الرافضة لاسم محافظ الدقهلية الجديد وهي نفس المظاهرات التي شهدت
اعتداءات من السلفيين علي الفتيات بعد ان طالبوهن بارتداء النقاب وعدم
الهتاف في المظاهرة لان اصواتهن عورة ووجوههن لا يجوز ان يراها اح