تضييق – عبده الخال. جريدة عكاظ ليوم السبت 11 رجب 1427 العدد 13588
أكثر من مرة أشرت لمغبة التضييق على الشباب، وربما يكون المسؤول الأول في أي جهة كانت غير ملم بما يحدث على أرض الواقع لهؤلاء الشباب، وليس حذاقة مني حينما أقول إن هذه الفئة هي عمود المجتمع ورجال المستقبل كما نقول في مناهجنا ووسائل إعلامنا، ومع ذلك أحس أن هناك إهمالاً كبيراً حيال مشاكلهم وهمومهم، فليس هناك جهة معينة بمتابعة قضاياهم وإيجاد الحلول للمشاكل التي تعترضهم، وللأسف الشديد فجهة كرعاية الشباب ليس لها من هم سوى الجانب الرياضي حيث تصرف ميزانيتها على الجانب الرياضي من غير أن تنتبه أن لدينا قنبلة موقوتة اسمها الشباب.. وقد سبق أن كتبت كثيراً عن التضييق المقيت الذي يلاحق هذه الفئة، وليس هناك بلد من بلدان ربي تتبرأ من شبابها كما يحدث لدينا، فهم مطرودون من التواجد في أي مكان، لا يمكنهم التواجد في المراكز ولا في الأماكن الترفيهية ولا يجدون سكناً داخل الأحياء، وكل شاب ينظر إليه أنه منحرف أو قابل للانحراف هذا التصرف يدفعهم للانزواء وحياكة كل الانحرافات كما يشتهون، فالنفس البشرية حين تشعر بالنبذ تصوغ عالمها الذي يضاد واقعها. يمكنك أن توقف أي شاب في هذا البلد لتسمع كل أنواع الامتعاض مما يجد وهذه الحرقة هي الخميرة الأساسية لخلق التفارق بيننا وبين رجال المستقبل.
هذه المقالة استهدفت فيها من البداية ما يجده الشباب من رجال المرور على سبيل المثال، فمن المنغصات أو المضايقات ما يقوم به رجال المرور من إيقاف أي شاب إعطائه (قسيمة) ليس لأنه يستحقها ولكن كنوع من الثقافة التي تغلغلت بيننا بأن هؤلاء هم مصدر الايذاء.. وهذا هو الخطأ.
تذكرت وأنا أقرأ هذا المقال موقفين..
الأول كان قبل شهور قليلة حيث حدث أن خرجت مع أخي خارج المنزل وعانينا من توقيفه مرتان عند بعض نقاط التفتيش حيث كان يحذره شرطي المرور من السرعة الزائدة مع أني كنت أجلس في السيارة ذاتها ويشهد الله أنه لم يسرع!! كل هذا بسبب نوع السيارة الشبابي الذي يستدعي في الأذهان فكرة معينة... والمشكلة لم تزل قائمة..
وقبل أيام أيضاً لفت نظري شاب كان يتحدث مع حارس الأمن الذي أرغمه على الخروج من السوق ليقنعه أنه انفصل عن أهله وهم بالداخل.. لم يبدٌ على الحارس أنه سيلين قريباً لتوسلات الشاب الذي بدا خجولاً تحت قبعته التي أخفى بها عينيه..
ألا تتفقون معي أنه لا بد من تغيير هذا التفكير المقولب الذي يصنف الأفعال والسلوك وكأنها لا تصدر إلا من نوعية معينة من الناس ولا يمكن أن تصدر من غيرها؟
ولو كان بيدك الأمر .. ماذا كنت ستفعل لتوسع المجالات الشبابية؟.. وما التغييرات التي تحب أن تراها في هذا النطاق؟
موضوع: شبــــــــــــــــــاب . . . 
الأحد مارس 28, 2010 11:21 pm
